الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

عقيدة البداء عند الشيعة

أولا التعريف بعقيدة البداء:


هي تلك العقيدة التي أقر فيها واضعوها بأن الله قد ينسى أشياء أو يغفل عن أشياء، أو قد تبدو له أشياء لم يكن يعلمها أو كان يعتقد أنها شيئ وبدت له شيئ آخر، وللقوم أحاديث كثيرة في هذا الباب، فمثلا أصح الكتب عندهم ألا وهو (الكافي) لمحمد بن يعقوب الكليني يدرج في كتابه هذا بابا كاملا عن البداء.

* كيف إستفاد الشيعة من عقيدة البداء:

عقيدة البداء خدمت الشيعة في تبرير بعض العقائد الأخرى التي يعتقدون في صحة كتحريف القرآن، فبينما نحن نقول أن الله عنده علم ما كان وما هم كائن وما هو يكون، فلماذا لم يوحي إلى نبيه بأن الصحابة سيحرفون القرآن والعياذ بالله تجدهم يقولون أن الله بدى له والعياذ بالله فيما بعد أنهم قد حرفوا القرآن وأنقصوا منه وزادوا، كما خدمت وأعانتهم في تبرير سبب خيانة السيدة عائشة على حد زعمهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وكذلك غصب الولاية من علي - (رضـــــ الله عنه ــــــــي) وغيرها من هذه العقائد.

*بعض الأحاديث الواردة عند الشيعة في عقيدة البداء:

عن أبي حمزة الثمالي قال: "قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام: يا أبا حمزة إن حدثناك بأمر أنه يجيء من هاهنا, فجاء من هاهنا فإن الله يصنع ما يشاء، وإن حدثناك اليوم بحديث, وحدثناك غداً بخلافه فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت".


ونسبوا روايات لجعفر الصادق أنه قال: "ما بد الله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني إذ اخترمه قبلي ليعلم بذلك أنه ليس بإمام بعدي".



وفي رواية طويلة في تفسير القمي تخبر عن نهاية دولة بني العباس، قال فيها إمامهم: " إذا حدثناكم بشيء فكان كما نقول فقولوا: صدق الله ورسوله، وإن كان بخلاف ذلك فقولوا: صدق الله ورسوله تؤجروا مرتين".



وقد نسبوا إلى نبي الله لوط أنه كان يستحث الملائكة لإنزال العقوبة بقومه خشية أن يبدو لله، ويقول: "تأخذونهم الساعة؛ فإني أخاف أن يبدو لربي فيهم. فقالوا: يا لوط: إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب".


وجاء في الكافي عن أبي هاشم الجعفري قال: " كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد مضي ابنه أبو جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول كأنهما أعني: أبا جعفر وأبا محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمد عليهم السلام، وإن قصتهما كقصتهما، إذ كان أبو محمد المرجي بعد أبي جعفر عليه السلام، فأقبل علي أبو الحسن قبل أن أنطق فقال: نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه السلام ما لم يكن يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون".


أليس في هذا تناقضا عجيبا؟،
كيف يعقل أن الله الذي يكون على حد إدعائهم علم أئمتهم من الله ولكنه علم قد يكون علما خاطئا او ناقصا تعالى الله عن هذا المزعم الشنيع؟

*مكانتها عند الشيعة:


عن زرارة بن أعين عن محمد الباقر أو جعفر الصادق أنه قال: "ما عبد الله بشيء مثل البداء".


وعن جعفر الصادق أنه قال: "ما عظم الله بمثل البداء".


وعن مالك الجهني قال:"سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا من الكلام فيه".


وعن مرازم بن حكيم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله عز وجل بخمس: بالبداء والمشيئة والسجود والعبودية والطاعة".


وفي الختام يقول الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ اللّهِ إِلَى النّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتّىَ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتّمْ عَلَيْنَا قَالُوَاْ أَنطَقَنَا اللّهُ الّذِي أَنطَقَ كُلّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوّلَ مَرّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـَكِن ظَنَنتُمْ أَنّ اللّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مّمّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنّكُمُ الّذِي ظَنَنتُم بِرَبّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مّنَ الُخَاسِرِينَ * فَإِن يَصْبِرُواْ فَالنّارُ مَثْوًى لّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مّنَ الْمُعْتَبِينَ }.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك اللهم واتوب إليك...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق